لا يعد مصطلح الحكم (الإدارة) مصطلحا جديدا فهو قديم قدم الحضارة الإنسانية، ولكنه استخدم حديثا على نحو متزايد في علوم التطوير. ويعزى العلماء كل الشرور في مجتمعنا إلى ما يعرف بالإدارة السيئة، ودليل على ذلك إن اغلب أصحاب الهيئات والمؤسسات المالية العالمية يقدمون مساعدتهم بشرط إن تتضمن الإصلاحات الحكم الرشيد.(1)
وتقوم هذه الإصلاحات على أن يظهر هذا المصطلح في عدة مضامين مختلفة كالحكم المتعاون،الدارة العالمية،الإدارة القومية،الدارة المحلية،،،،،،وغيرها.
يتميز مصطلح الإدارة الرشيدة بعدة خصائص وتم استخدامه في عدة دول مثل اندونيسيا،اليابان،استراليا،فرنسا وبمراقبة تطبيقه في هذه الدول نستطيع الاستفادة منه لتطبيقه داخل مجتمعنا المصري بنجاح.
قبل أن نتطرق إلى تعريف مفهوم الإدارة الرشيدة يجب أولا أن نتساءل عن معنى كلمة إدارة وأصلها ثم نتعرف بعد ذلك على ماهية الإدارة الرشيدة.
أولا:- ما هو أصل كلمة إدارة؟
استخدمت المصطلحات المتعلقة بمفاهيم الإدارة الحديثة في بدايات الحضارة البشرية،وهى كلمة إغريقية
تعنى مديرا للدقة أو موجها لها وقد تم استخدامها على مدار الحضارات المتعاقبة وتشير إلى ممارسة
( السلطة،التحكم،التوجيه) وقد ظهر المصطلح مرة أخرى في الأدب الايطالي القديم أو أدب القرن الثالث عشر وكذلك في العديد من كتابات القرن السادس عشر،وظهر هذا المصطلح مرة أخرى في عام 1992 في تقرير كاد برى، وفى الوقت الحالي تخدم الحكم كمظهر رئيسي للحياة المتعاونة فى مختلف الأقسام.
تعريف مصطلح الإدارة:-
لا يوجد تعريف واحد متفق علية لمصطلح الإدارة وذلك بسبب المستويات المختلفة والمضامين المتنوعة التي طبق فيها الحكم.
عرف (لينين،هنري،هيل،2001)الإدارة بأنها النظم والقوانين والقواعد والقرارات القضائية والممارسات الإدارية التي تساعد على تقديم أهداف وخدمات تخدم العامة.
وكذلك عرف(بوفايرد،أوفليد،2002) الدارة بأنها عبارة عن وضع القواعد والقرارات الرسمية وغير الرسمية والتكوينات والعمليات التي نتعرف من خلالها على الطرق التي تمكن الأفراد والمؤسسات من ممارسة القوة على القرارات التي تؤدى بهم إلى رخاء حياتهم.
وعرف (بوتسكاب،2007 ) الآدارة بأنها ممارسة السلطة السياسية والإدارية لإدارة شئون الدولة.
وعرفت لجنة التدقيق،2007 الإدارة على أنها هيكل عمل المحاسبة للمستخدمين
وللمجتمع ككل والذي من خلاله تقوم المنظمات بإصدار القرارات للتحكم فى وظائفها وتحقيق أهدافها.
ثانيا:- تعريف الإدارة الرشيدة :- ( Good Governance)
قدم لنا العديد من الكتاب تعريفات مختلفة لهذا المصطلح مثل:
الآدارة الرشيدة هي "عملية إصدار القرارات وهى العملية التي يتم من خلالها تنفيذ أو عدم تنفيذ هذه القرارات" بمعنى أن الإدارة تكمل عمل المؤسسات العامة بطريقة لا فساد ولا استغلال فيها، وتأخذ في الاعتبار قوة القانون حيث أن الإدارة تقدم لنا نموذج ليس صعبا في التنفيذ ككل لكنه يضمن تطور الإنسان المعقول ويتحقق هذا النموذج من خلال بعض الأفعال.
الحكم لايعنى الحوكمة :
أن تعريفنا للحكم بأنه"فن أدارة المجتمعات والمنشات لا يعتبر مترادفا لمعنى الحكومة فالحكم يظهر من خلال التفاعلات بين العمليات والتكوينات والتقاليد التي تحدد كيفية عمل القوة،وكيفية إصدار القرارات،آي ببساطة يتحدد في القوة،العلاقات والمحاسبية. فإذا افترضنا أن كلا المصطلحين مترادفين فأن ذلك يعيق الطريق الذي من خلاله نستطيع فهم المشاكل مع السياسة والتطبيق. باختصار فأن الخلط المفاهيم المتعلق بالحكم له نتائج هامة، فقد لا يؤثر ذلك فقط على تعريف المشكلة بل أيضا على تحليل سياسة حلها وعلى من عليه واجب ومسؤوليات القيام بالفعل، وبذلك يمكننا أن نعرف الحكم الرشيد بأنه"نموذج الحكم الذي يقودنا إلى التطويرالذى يبحث عنه المواطن اجتماعيا،ثقافيا، اقتصاديا[/